اتجهت به اتجاها صوفيا واضحا، وفسّرت كل ما حدث لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تفسيرا صوفيا، وعبّرت عن المعاني في المولد النبوي تعبيرا صوفيا محضا، وقد سارت في مولدها على نهج محدد، فهي تتحدث عن ناحية من نواحي حياة الرسول الكريم وعن فضيلة من فضائله، ثم تنظم ما قالته شعرا، فجاء الشعر أقرب إلى المنظومات التعليمية منه إلى الشعر الحقيقي. فبعد أن تحدثت عن خلق النبي الكريم من منطلق الحقيقة المحمدية، نظمت ما تحدثت عنه، فقالت:

عبير الثّنا في الخافقين يفوح ... وبشر الهنا في الكائنات يلوح

بإيجاد من لولاه ما كان كائن ... ولا علمت نفس ولا نعمت روح

وجيه بعرش الله في رقم اسمه ... دليل على التّخصيص فيه وضوح

وآدم مذ أضحى به متوسّلا ... أجيب وداود ومن قبله نوح

ونجّى من النّار الخليل لأجله ... وأسعف منّا بالفداء ذبيح

وكم بشر بالمصطفى قد تتابعت ... وأفصحهم نطقا بتلك مسيح

وكم أضحت الأحبار تهتف باسمه ... وتعرب عن مجد العلا وتبوح

وكم أنشأ الكهّان سجعا ببعثه ... وأبدع شقّ في الحلى وسطيح (?)

وحين تحدثت عن معجزات مولده، وأفاضت فيها نثرا، عادت ونظمت هذه المعجزات شعرا، فقالت:

الله أكبر كم وافت بشارات ... وكم تبدّت لتعظيم إشارات

وكم تجلّت براهين ومعجزة ... وكم توالت كرامات وآيات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015