وهذه القصة وقعت بالمدينة، بل جاء في رواية وقعت في حديث عمر - رضي الله عنه - أخرجها أبو عبد الله بن منده في «الإيمان» (12) أن هذه القصة وقعت في آخر عُمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

ومع طول هذه المدة ما بين بعثته - صلى الله عليه وسلم - وما بين وقوع هذه القصة مع أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يزل منذ بعث وهو يبين الإسلام والإيمان، ومع ذلك جاء السؤال عن هذه الأصول في آخر حياته تذكيرًا للأمة بأهمية هذه الأصول ووجوب معرفتها والعمل بها.

قال عياض بن موسى رحمه الله تعالى: اشتمل هذا الحديث على جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان ابتداءً وحالاً ومآلاً، ومن أعمال الجوارح، ومن إخلاص السرائر، والتحفظ من آفات الأعمال حتى أن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه.

وقال القرطبي رحمه الله تعالى: هذا الحديث يصلح أن يقال له: أم السنة لما تضمنه من جمل علم السنة. اهـ من (الفتح: 1/ 125).

ثانيًا: أن القضايا التى تقدم ذكرها قد بحثت في هذا الكتاب وفق الدليل من الكتاب والسنة، مع السبر والتقسيم، وذكر الشروط والمحترزات المنافية لذلك، وبيان مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم في هذه المسائل، حتى أنه في كتابه التوحيد الذي هو أنفس مصنفاته - أي الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - وأهمها، جعله أبوابًا، وفي كل باب يذكر الآيات والأحاديث والآثار، ثم يعقب كل باب بذكر أهم المسائل التي تستفاد منه، حتى أنه في بعض تبويباته يجعل عنوان الباب نفسه آية أو حديث، فمن الأول قوله: باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف: 191] الآية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015