وقد أرسل الله تعالى جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - لكي يسأله عن أصول الدين وأركانه وقواعده حتى يتعلم الناس ذلك، أخرج البخاري (50) و (4777) ومسلم (9، 10) من طريق أبى حيان، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بارزًا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله: ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر». قال يا رسول الله: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان». قال يا رسول الله: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك»». قال يا رسول الله: متى الساعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ردوا علىّ الرجل فأخذوه ليردوه فلم يروا شيئًا» فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم».
وفي رواية عند مسلم من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سلوني فهابوه أن يسألوه فجاء رجل ...» وفي آخرها: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا جبريل أراد أن تعلّموا إذا لم تسألوا».
وقد جاء هذا الحديث أيضًا من رواية عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة - رضي الله عنهم -.