إليك ظلم الطواغيت، وزندقة المنافقين، وكل لسان مسموم، وقلم مأجور ونشكو إليك كل محرف ومبدل، وكل ساكت عن الحق، أو متكلم بالباطل، حتى يُمرَّر بهم كيد الأعداء ومخططاتهم على أمتنا الإسلامية، لتظل ضاربة في غفلتها، وتغط في نومها، وتستمر مغيبة عن دورها وهدفها وعلة وجودها.
حال طوائف الأمة الحالي:
وإن تنظر تجد عجبًا لا ينقضي من حال معظم فصائل الأمة تجاه هذا الكيد الشرس، الذي لا يرقب أصحابه فينا إلاً ولا ذمة، بل ولا يعرفون إلاَّ طمس الحقائق، وتلبيس المفاهيم، واختلاط الأوراق، التي من شأنها أن تجعل المسلم دومًا في حيرة من أمره، غير محدد المعالم والحدود والهوية، هكذا أرادوا.
فنجد: طائفة من الأمة قد جعلت أصابعها في آذانها، واستغشت ثيابها، غير آبهة بشيء من الكيد والعدوان.
ومنها: (طائفة) رفعت لواء التلبيس والتحريف تارةً، والتبجح بالباطل تارةً، والسكوت المزري المشين عن إبطاله أخرى، كل ذلك لتبقيى الأمة ضاربة في الظلمات بلا دليل، وشاردة في جنبات الوجود بلا زمام.
ومنها: (طائفة) غرقت في أنهار البدع، وبحار الخرافات والمخالفات العقدية والعملية، تارةً لثقل تكاليف المشروع، وأحيانًا لحب التجديد ترويحًا على النفوس، وكثيرًا بسبب جهامة الإلف، والعادة، وتقديس دين الأباء الخارج عن سلطان العلم، ومرجعية الوحي.
ومنها: (طائفة) سبحت في بحار الشهوات، وغاصت في وحل الهوى، وكأن الدين شأن غيرهم.
ومنها: (طائفة) أرادت أن تفصِّل ثوبًا لأصول السنَّة والمنهجية السلفية، جاعلة من أهم وأدق أوصافه أن يحقق لأصحابه تلبية نداء الفطرة، وأنهم بحق