الحمد لله القائل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18]، والحمد لله الذي سنّ: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17]، والحمد لله الذي لم يجعل: {لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء: 141]، والحمد لله الذي أوحى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بأنه: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون» (?)، والحمد لله الذي قضى: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر، والمغنم» (?)، والحمد لله الذي غرس في أوليائه معنى: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل» (?)، والحمد لله: «الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرونه بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس أحيوه، وكم ضالٍ تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس،
وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله: تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا: ألوية البدع، وأطلقوا أعقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب،