أشهر أهل هذه الصنعة بها، وأفخم شعراء سيف الدولة ذكراً فيها، لولا ما شوَّه خسف التهمة لقمر وجه أدبه التمام، ووضع من محل فضله السامي، بأنه اغتصب شعر شاعر شرف الدولة المعروف بالبُرَغِّيث الشامي، وفي ذلك يقول أبو الفضل أحمد بن محمد بن الخازن قال أنشدنيه عنه ولده أبو الفتح نصر الله أحمد بن الخازن قال: أنشدني والدي في السنبسي الشاعر لنفسه: بسيط:

ومُشتكٍ من براغيث دَلفن له ... بعسكرٍ في ضواحي الجلدِ مبثوثِ

لم يقتدوا بالبُرَغِّيثِ ابن عمهُم ... وهو أحقُّ وأولى بالمواريثِ

أُرْدُدْ على القوم ديوانَ ابن عمهُم ... وأعفِ جلدكَ من قرصِ البراغيثِ

على أني قد أثبت من شعره الذي تحقق نسبه إليه حديثاً وقديماً ما يخجل الروض جميعاً والزهر تخاله فيه نجوماً، والدُّرَّ الفريد نظيماً، فمن ذلك قوله: كامل:

عُجْ بالمطيِّ على المحلِّ الدارسِ ... ما بين رامة إذ مررت وراكس

واقر السلام على البريك وقل لها: ... يا ضرّةَ القمر الفريدِ الآنسِ

أمطلتني وِتراً وهذا رابعٌ ... وزعمتِ أن لقاءنا في الخامسِ

فتصدَّقي بالوصلِ يا ابنة مالك ... قبل المماتِ على الضعيفِ البائسِ

وله أيضاً: بسيط مجزوء:

تُشرقُ من وجهه كتائبهُ ... والدمَ فوق الدموعِ أَطمارُ

والضربُ جيبٌ على النحور له ... عُرى وطعنُ الكُمأةِ أَزرارُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015