أَسيِّدنا أصبحتَ أعلى الوَرى فخراً ... وأكثرهم فضلا وأبعدهم ذِكرَا
ملاذٌ لأهل العلم بحرٌ استقائهم ... وحسبُهمُ أن كنت سيِّدهم فخرَا
فصدرُك بحرٌ، والعلوم جواهرٌ ... تنظِّمها شعراً، وتعلمها نثرَا
وأنت ابن أهل العلم والجود والوفا ... تعدَّد آباءً غطارفة زهرَا
ورثتَ فنونَ الفضلَ منهم نَجابَةً ... وما عَجبٌ للمزن أن يَسكب القطرا
تُقايسُ بي من ليسَ مثليَ أصلُهُ ... ولا فعله فعلي فجئت بذا إمرا
فلستَ براضٍ منك ما قد أتيته ... ولا مُقصراً عتباً، ولا قابلاً عذرا
أعيذك من أمثالها يا من اغتدى ... لسائر أهل العلم في عصرنا ذخرا
الإمام العالم العلامة، أوحد الدهر، وفريد كل عصر، مؤلف " التاريخ " و " التفسير " المشهورين الكبيرين المذكورين، إلى ما انضاف إليهما من تصانيفه العزيزة الوجود، الغريبة بين أمثالها في الجودة والموجود. وأخباره كثيرة قد استوفيتها في تصنيفي الذي سمّيته " التحرير لأخبار ابن جرير " وهو كتاب مقنع في نوعه وقد كان له - رحمه الله - شعر فوق شعر العلماء أنبأنا الكِنْدي، أخبرنا القزّاز، حدثنا الخطيب أحمد بن علي في تاريخه، أنشدنا علي بن عزيز الطاهري ومحمد بن جعفر