يستعذبُ القلبُ منه ما يعذَّبُهُ ... ويستلذُّ هواه وهو يعطِبُهُ

مثل الفراشة تدني جسْمَها أبداً ... إلى ذُبالةِ مصباحٍ فتلهبُه

156 - الراضي بالله أبو العباس محمد بن جعفر المقتدر بالله بن

أحمد المعتضد بالله بن طلحة الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله ابن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور أكثر الخلفاء شعراً، وأوسعهم افتناناً. ومات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وهو القائل يفخر: بسيط:

لو أنَّ ذا حسَبٍ نال السماءَ به ... نلنا السماء بلا كدٍّ ولا تعَبِ

منّا الرسولُ نبيُّ الله ليس له ... شبْهٌ يقاس به في العُجْم والعرب

فإنْ صدقتم فأعلى الخلق نحن وإن ... حُلتم عن الصدق أعنقتم إلى الكذب

وله: طويل:

ولمّا أَسا دهري وأعتب بعدما ... تجرَّعتُ كأسَ الموتِ من نكباته

ودلّ على وُدِّيك كرُّ صروفه ... أقامكَ عذراً لاغتفار أساته

ربحتُ ولم أرجع بصفقة خائبٍ ... وحظِّيَ موفور بنُجْح عِدَاته

وله: سريع:

قد أفصحتْ بالوَترِ الأعْجمِ ... وأفهَمَتْ من كان لم يفهمِ

جارية تخلق من نطقها ... مخاطباً ينطق لا من فم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015