من خِير فارس، شاعر، أديب، صحب نظام الملك الحسن بن إسحاق، وفاضت عليه نعم أياديه، فمن شعره: طويل:
تظلَّم مكروبٌ أَضَرَّ به الدهرُ ... وضاق بما يلقاه من صرفه الصدرُ
زمانٌ يعادي الحُرُّ حتى كأنما ... له عند مَن بارى إلى حسَبٍ وْترُ
سقى الله خِيراً كلما ذرَّ شارقٌ ... ولا زال في أفنائها يضحكُ الزهرُ
وليس من محمد بن بشير العدواني الأول في شيء، فإن هذا كان بالعراق وبينه وبين رؤسائها مفاكهات ومخاطبات، وذاك كان مسكنه الحجاز على ما تقدم. قال محمد بن عامر الحنفي: كان بين أحمد بن يوسف الكاتب وبين محمد بن بشير مودة، فكتب إليه يوماً يستزيره ليأانس كل واحد منهما بصاحبه، ويتمتعا يومهما ذلك، وكتب إليه ابن بشير: طويل:
أجيءُ على شرطٍ فإن كنت فاعلاً ... وإلا فإني راجعٌ لا أناظرُ
لِيُسْرَجْ ليَ البرذرن في وقت دُلجتي ... وأنت لحاجاتي مع الصبر خابر
فأقضي حاجاتي به ثم أنثني ... عليه وحجَّامٌ إذا جئتُ حاضر