تعرّض لي وهناً كأن وميضه ... تلألؤ مصقول الفرند يماني
يذكرني عهدي بريَّا وقربها ... وما نحن فيه من منى وأمانِ
أيا حبَّذا جرباذقان وأهلها ... وأبن النوى والملتقى علمانِ؟
فإن جزتما تلك المعالم بكرةً ... وصاقبتما جَرْباذقان مكاني
فقُولا لخلّ ثم خلاَّ حبيبه ... رهين أسى مثل الذي تجدانِ
ومن عنده قلبي فلمّا طلبته ... توانى وأجفانا الأخُ المتواني
فإن أنت لم تأسى عليه فإن لي ... تأسّف مقصوصٍ على الطيرانِ
أديب شاعر، ذكره البيهقي في كتاب " الوشاح " ووصفه وسجع له وأنشد له: طويل:
أأصداف ياقوت على منبت الدرِّ؟ أم الراح قد صُبت على منفث السحرِ؟ وما هي بل حَبُّ القلوب تناثرتعلى ألِفات الورد من شنب الثغرِ؟
وتلك دنانيرٌ على قسماتِها ... أم الورد منثوراً على مطلع الفجرِ؟
وما ذلك الفتر الذي في جفونَها ... أداءٌ عراها أم تعلّل بالفترِ
إذا أوثقت قلباً عميداً بسحرها ... فألفاظها المستعذباتُ، رقى السحرِ
تجلّت لنا بيضاء ذات تمائم ... فقلت: أشمس تلك أم ضرّة البدرِ؟
فما غادرت قلباً بغير صبابة ... ولا تركتْ دون التجلد من سترِ
أرى الوجدَ مغلوباً به كل سلوة ... فلو طاوعت نفسي فزعت إلى الصبرِ
ولا صبر حتى تنزف العين ماءها ... ويبدي به سرَّ الهوى لوعةُ الصدر
إلى الحلم دون الجهل فازوَرَّ وارعوى ... فؤادٌ أطالت فكره غِيرُ الدهرِ
وما لِفتي أوفت به السّنُّ وارتقى ... إلى مرتقى الخمسين في اللهو من عذر