أرَضِين وإحَرِّينَ، وَغير ذَلِك مِمَّا جمع بِالْوَاو وَالنُّون، وَقد كَانَ حكمه أَلا يسلم إِلَّا بالالف وَالتَّاء، نَحْو: بَاب فرسنات وسجلات وسرادقات، وَنَحْو ذَلِك من الجموع الَّتِي يسْتَغْنى فِيهَا بِالتَّسْلِيمِ عَن التكسير.
وَمِنْه: أَنِّي لَا أذكر تكسير الْمَزِيد من الثلاثي، وَلَا تكسير بَنَات الْأَرْبَعَة، وَلَا يعتل عَليّ بذكرى متائيم فِي جمع متئم وَنَحْوه، فَإِنَّمَا أذكر ذَلِك لأشعر أَن " مفعلا " فِي نِيَّة " مفعال ". وَكَذَلِكَ لَا يعتل عَليّ بذكرى قراديد فِي جمع قردد، لِأَنَّهُ نَادِر، لما ستقف عَلَيْهِ فِي هَذَا الْكتاب.
وَمِنْه: أَنِّي لَا أذكر مَا جَاءَ من جمع فَاعل المعتل الْعين على " فعلة " إِلَّا أَن يَصح مَوضِع الْعين مِنْهُ، نَحْو حوكة وحولة، فَأَما مَا جَاءَ مِنْهُ مُعْتَلًّا طباعة وسَادَة، فَلَا اذكره وَلَا طراده. وَكَذَلِكَ لَا أذكر مَا جَاءَ من جمع فَاعل المعتل اللَّام على " فعلة " نَحْو: قُضَاة ورماة، لِأَن هَذَا مطرد أَيْضا. وَكَذَلِكَ ادْع مَا جَاءَ من جمع " فاعلة " على " فواعل " لَا طراده أَيْضا.
وَمِنْه: أَنِّي أذكر اسْم الْمصدر الَّذِي يَجِيء من " فعل يفعل " على " مفعل "، لاطراده، فَأَما مَا جَاءَ مِنْهُ على " مفعل " كالمرجع والمقيل والمحيض، فلازم ذكره، لكَونه سماعيا. وَكَذَلِكَ لَا أذكر مَا جَاءَ من أَسمَاء الزَّمَان من " يفعل " على " مفعل " لاطراده. وَلَا أذكر مَا جَاءَ مِنْهُمَا على " مفعل " من " فعل يفعل "، أَو " فعل يفعل ". وَكَذَلِكَ أَسمَاء الْمَكَان، إِلَّا أَن يشذ شَيْء كمشرق ومغرب وَمَسْجِد ومنبت ومطلع.
وَمِنْه: أَنِّي لَا أذكر اسْم الْمصدر وَالزَّمَان وَالْمَكَان من الْأَفْعَال الثلاثية المعتلة الْعين أَو اللَّام، لِأَن بِنَاء ذَلِك فِي جَمِيع هَذِه الْأَنْوَاع مطرد، فَإِن شَذَّ من ذَلِك شَيْء ذكرته، نَحْو مأوى الْإِبِل، وَقد ذكرت فَسَاد بنائِهِ فِي كتابي الموسوم بالمخصص.
وَمِنْه: أَنِّي لَا أذكر أَفعَال التَّعَجُّب فِيهِ الْبَتَّةَ، لاطراد صيغها، وانه إِذا كَانَت صِيغَة فعل، أمكن التَّعَجُّب مِنْهُ إِمَّا بوسيط، وَإِمَّا بِغَيْر وسيط، على مَا أحكمته صناعَة الْإِعْرَاب، فَأَما إِن كَانَ فعل التَّعَجُّب مأخوذا من غير فعل، فَإِنِّي أذكر ذَلِك الْفِعْل للتعجب، نَحْو مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: هُوَ أحنك الشاتين، وآبل النَّاس، فانهما لَا فعل لَهما عِنْده قبل التَّعَجُّب، فَأَما إِذا كَانَ فعل لَا تعجب مِنْهُ، فَإِنِّي أذكر أَن ذَلِك الْفِعْل لَا تبنى مِنْهُ صِيغَة