الأخيرة، فلم يُقرأ بها، وترك الناس بلا مرجع يرجعون إليه يجعلهم لا يزالون مستمرين في قراءة ما تُركت تلاوته.
ومن أوضح الأمثلة في ذلك ما ثبت عند البخاري وغيره في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل: 3]، فقد ورد عن علقمة، قال: «دخلت الشأم فصليت ركعتين، فقلت: اللهم يسر لي جليساً صالحاً فرأيت شيخاً مقبلاً، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب.
قال: من أين أنت؟
قلت: من أهل الكوفة.
قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان؟ أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟
كيف قرأ ابن أم عبد {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1].
فقرأت {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل: 1 - 3].
قال: أقرأنيها النبي صلّى الله عليه وسلّم فاهُ إلى فِيَّ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني» (?).
فحين ترجع إلى ما نسخه عثمان رضي الله عنه في المصاحف لا تجد هذه القراءة الصحيحة الثابتة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فتعلم حينئذ أنها مما تُركت القراءة به في العرضة الأخيرة، والله أعلم.
عمل عثمان رضي الله عنه في المصحف:
ويمكن استخلاص عمل عثمان من الخبر الذي رواه البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما (?) كالآتي: