مسألة: في الآيات المستثناة من السور:

ورد عن علماء الصحابة والتابعين وأتباع التابعين بعض الآثار التي يذكرون فيها أن السورة مكية إلا آيات منها، وكذا أن السورة مدنية إلا آيات منها، وهذا المبحث من المباحث التطبيقية النفيسة التي تتداخل بين التفسير وعلوم القرآن، والأصل في هذا المبحث النقل عن الصحابة الذين شاهدوا التنْزيل، لكن قد يجتهد بعض من جاء بعدهم لقرينة تظهر له بسبب بعض الآثار الواردة في النُّزول، أو غير ذلك.

ومن أمثلة الآيات المستثناة:

1 - قال السيوطي: «الأنفال: استُثني منها: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [30] الآية، قال مقاتل: نزلت بمكة» (?).

2 - قال السيوطي: «الأحقاف: استثني منها: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [10]، فقد أخرج الطبراني بسند صحيح عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أنها نزلت بالمدينة في قصة إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وله طرق أخرى، لكن أخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال: أنزلت هذه الآية بمكة، إنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة، وإنما كانت خصومة خاصم بها محمداً صلّى الله عليه وسلّم» (?).

وعند تحرير هذه الأمثلة يظهر الآتي:

1 - أن الأصل في السورة أن تكون مكية كلها، أو مدنية كلها، والاستثناء منها خلاف الأصل.

2 - أن الشبهة قد تقع في الاستثناء، لذا لا يلزم أن يكون كل استثناءٍ صحيحاً.

3 - أنَّ ما قيل فيه بالاستثناء يحتمل الاحتمالات العقلية الآتية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015