فيجب إدغام النون في اللام، فيصير اللفظ "للا"، فتجتمع اللامات، فتبدل الوسطى لإدغامها وانكسار ما قبلها، فتصير "ليلا"، كما أبدلوا راء قراط، ونو دنار لذلك، فقالوا: قيراط، ودينار - وميم دماس، فقالوا كذلك: ديماس1، فيمن قال: دماميسن وباء دباج، فقالوا: ديباج، فيمن قال دبابيج.

وأما فتح اللام من "ليلا" فجائز هو البدل جميعا، وذلك أن منهم من يفتح لام الجر مع الظاهر.

حكى أبو الحسن عن أبي عبيدة أن بعضهم قرأ: "وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ2"، وحسن ذلك أيضا مع "أن" لمشابهتها المضمر، كما يشبه المضمر الحرف، فيبنى. وعليه اختاروا: "وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا3"، فجعلوا اسم كان "أن قالوا"، لأنه ضارع المضمر بالامتناع من وصفه، كالامتناع من وصف المضمر. والمضمر أعرف من "جواب قومه". وإذا كان أعرف كان بكونه اسم كان [157ظ] أجدر؟

وأما إبداله أحد المثلين مع الفتح فقد جاء ذلك، ألا ترى إلى قوله سعد بن قرط:

يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار4؟

يريد: أما بالفتح.

ومثله ما رويناه عن قطرب أيضا من قول الراجز:

لا تفسدوا آبالكم ... أيما لنا أيما لكم5

فاجتمع من ذلك أن صار اللفظ إلى "ليلا"، وعليه قال الخليل: في لن: إن أصلها لا أن، فحذف الهمزة تخفيفا، والألف لالتقاء الساكنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015