فأقبلْتُ زَحْفًا علَى الركبَتَيْنِ ... فَثَوْبًا نَسِيتُ وَثَوْبًا أَجُرُّ1

أي: أقبلت زاحفا وما أكثر نظائره!

ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف: "وَهَذَا مَلْحٌ أُجَاجٌ2".

قال أبو الفتح: قال أبو حاتم3: هذا منكر في القراءة، فقوله: هو منكر في القراءة يجوز أن يريد به أنه لم يُسمع في اللغة، وإن كان سُمِعَ فقليلٌ وخبيث، ويجوز أن يكون ذهب فيه إلى أنه أراد مالح، فحذف الألف تخفيفا كما ذكرنا قبل من قوله:

إلا عَرَادًا عَرِدَا ... وصلِّيَانًا بَرِدَا4

وهو يريد عارِدا وبارِدا، وقد تقدم القول على هذا. وعلى أن "مالحا" ليست فصيحة صريحة؛ لأن الأقوى في ذلك: ماءٌ ملحٌ. ومثله من الأوصاف على فِعْل: نِضْوٌ5، ونِقْضٌ6، وهِرْطٌ7، وحِلْفٌ. وقد أجاز ابن الأعرابي مالح، وأنشد:

وأنِّي لا أعِيجُ بِمَالِحٍ

وأنشدوا أيضا فيه:

بَصْرِيّةٌ تزوجَتْ بَصْرِيّا ... يطعمُها المالحَ والطريّا9

طور بواسطة نورين ميديا © 2015