بسم الله الرحمن الرحيم
من ذلك قرأ ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وعلي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وجعفر بن محمد وطلحة1 بن مصرف: "يَسأَلونك الأَنْفَالَ"2.
قال أبو الفتح: هذه القراءة بالنصب مؤدية عن السبب للقراءة الأخرى التي هي: {عَنِ الْأَنْفَالِ} ، وذلك أنهم إنما سألوه عنها تعرضًا لطلبها، واستعلامًا لحالها: هل يسوغ طلبها؟
وهذه القراءة بالنصب إصراح بالتماس الأنفال، وبيانٌ عن الغرض في السؤال عنها، فإن قلت: فهل يحسن أن تحملها على حذف حرف الجر حتي كأنه قال3: يسألونك عن الأنفال، فلما حذف عن نصب المفعول، كقوله:
أَمرتُك الخيرَ فافعل ما أُمرت به4
قيل: هذا شاذ، إنما يحمله الشعر، فأما "66و" القرآن فيُختار له أفصح اللغات، وإن كان قد جاء: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} 5 و {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} 6 فإن الأظهر ما قدمناه.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن: "وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ احْدَى الطَّائِفَتَيْنِ"7 يصل ضمة الهاء بالحاء ويسقط الهمزة.