وقد أصابنى ما رأيت. وصرت حيث بلغك. فأعني على مكاتبتي أعانك الله» . فقال لها: «أو خير من ذلك؟ أشتريك واعتقك وأتزوجك» .
قالت «نعم» . فتزوجها صلى الله عليه فلم يبق امرأة من سبى بني المصطلق عند أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه إلا خلى سبيلها. وقالوا:
«قد صاهر إليهم رسول الله فما ينبغي لنا أن نمسكهن» . قالت عائشة:
«فما رأيت امرأة أعظم بركة على نساء قومها منها» . وماتت جويرية في سنة سبع وخمسين. وصلى عليها مروان بن الحكم.
ثم تزوج صلى الله عليه (صفية) بنت/ حيي بن أخطب بن شعية ابن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن حبيب بن النضر بن النحام ابن ينحوم، من بني إسرائيل من سبط هارون عليه السلام وأمها برة بنت سموأل. وكانت قبله عند سلام بن مشكم القرظي. ثم تزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق. وكان سبب تزويجها أن النبي صلى الله عليه سباها يوم خيبر. ومعها بنت عم لها، فوهبها لدحية بن خليفة الكلبي. وأمسك رسول الله صلى الله عليه صفية لنفسه فأبصر بوجهها أثرا أخضر. فقال «ما هذا بوجهك؟» قالت: «رأيت رؤيا قبل قدومك.
ولا والله ما أذكر شيئاً من شأنك. فقصصتها على زوجي كنانة بن الربيع. فلطم وجهي وقال: إنما تمنين هذا الملك الذي بالمدينة» . فقال