أتى الوادي فنادى: «ألا إن أبا حنبل غادر!» فأجابه الصدى من الجبل بذلك. ثم نادى: «ألا إن أبا حنبل واف!» فأجابه الصدى بذلك. فقال: «هذه أحسن من تيك» . ثم أتى منزله فحلب جذعة من غنمة فشرب لبنها ومسح بطنه وقال: «أغدر وقد كفاني لبن جذعة؟» فوفي لامرئ القيس وقال:
لقد اليت أغدر في جذاع ... ولو مُنيت أمَّات الرباع
لأن الغدر في الأقوام عار ... وإن الحر يجزأ بالكراع
/ ثم عقد له. وأعلمه امرؤ القيس أن عامر بن جوين قبَّل امرأته. فركب في اُسرته حتى أتى منزل عامر بن جوين ومعه امرؤ القيس. فقال له: «قبِّل امرأته كما قبل امرأتك. ففعل.
(المعلي) الطائي أحد بني تيم، من جديلة، وهم إليوم يسمون «مصابيح الظلام» . وكان المنذر يطلب امرء القيس ... [1] فلجأ إلى المعلى. فأجاره. وشخص المعلي لبعض أمره. وبلغ المنذر مكان امرئ القيس. فركب حتى أتى ابن المعلي. فعمد ابن المعلي إلى امرئ القيس، فأدخله قبة فيها حرمه، وأنكر أنه عنده. ففتش المنذر منازل المعلي حتى انتهى إلى القبة التي هو فيها. فقال له: «إن فيها