المحبر (صفحة 337)

كان خرج تاجرا إلى اليمن، ومعه عامر أو عمرو بن علقمة بن المطلب ابن عبد مناف صاحبا وأجيرا. وكان غلاما حدثا. فلما كان ببعض الطريق لقوا ركبا، فسألوهم حبلا لبعض حاجتهم. فقذف إليهم عامر بن علقمة حبلا كان معهم لخداش. فانطلقوا به. فقال خداش لعامر: «أعطيتهم حبلي بغير امري؟» فتراجعا الكلام بينهما. فوثب خداش عليه، فضربه بعصا كانت في يده على رأسه. فشجه. ومنهم من يقول وقعت على كليته. فمرض منها عامر حتى خشي علي نفسه.

فمر ببعض أحياء العرب فانتسب لهم وأخبرهم: «إن خداش بن عبد الله قد ضربه [1] هذه الضربة وإني لا أراها إلا قاتلتي. فان مت ولم أرجع عليكم فأعلموا ذلك قومي بني عبد مناف، وعرفوهم امري. وإن أعش، فسأمر عليكم، فاعلمكم ذلك» . فلم ينشب أن مات منها. وقدم خداش مكة فسئل عن عامر. فقال: «أصابه قدره» .

فصدقوه، ولم يظنوا غير ذلك، حتى قدم حاج العرب في الموسم.

فأقبل أولئك الحي الذين كان عامر عهد إليهم بما عهد، يسألون عن نادي بني عبد مناف. فاشير لهم إليهم. فأتوهم، / فأخبروهم خبر عامر. وخداش يطوف بالبيت لا يعلم بما كان. فقام رجال من بني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015