قال لها: «لا أيسرتِ ولا أذكرت، فانك تدنين البعداء وتلدين الأعداء. أحسني خلقكَ وتحببي إلى أحمائك. فان لهم عليك عينا ناظرة، واذنا سامعة. وليكن طيبك الماء» .
وكانوا يحجون البيت، ويعتمرون، ويطوفون بالبيت اسبوعا، ويمسحون الحجر الأسود، ويسعون بين الصفا والمروة.
وكان على الصفا إساف، وعلى المروة نائلة. وهما صنمان. وكانا من جرهم. ففجر إساف بنائلة في الكعبة، فمسخا حجرين، فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما. ثم عُبدا بعد. فقال أبو طالب:
وأشواط بين المروتين إلى الصفا ... وما فيهما من صورة وتخايل
وكانوا يلبون إلا أن بعضهم كان يشرك في تلبيته. فكانت قريش [1] ، وكان نسكهم لإساف، تقول: «لبيك اللهم لبيك، لبيك، لا شريك لك إلا شريك هو لك. تملكه وما ملَك [1] » .
وكان لكل قبيلة، بعد، تلبية.
فكانت تلبية من نسك للعزي: «لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، ما أحبّنا إليك» .