المحبر (صفحة 266)

فتجيز ذلك لهم ربيعة كلها.

ثم يرتحلون منها إلى (المشقّر) بهجر فتقوم سوقها أول يوم من جمادى الآخرة إلى آخر الشهر. فتوافي بها فارس يقطعون البحر إليها ببياعاتهم. ثم تنقشع عنها إلى مثلها من قابل. وكانت عبد القيس وتميم جيرانها. وكان ملوكها من بني تميم، من بنى عبد الله بن زيد، رهط المنذر بن ساوَي. كانت ملوك فارس تستعملهم عليها، بنى نصر على الحيرة وبني المستكبر على عُمان. وكانوا يصنعون فيها ويسيرون فيها بسيرة الملوك بدومة الجندل. وكانوا يعشرونهم.

وكان من يؤمها من التجار، يتخفرون بقريش، لأنها لا تؤتي إلا في بلاد مضر. وكان بيعهم فيها الملامسة والهمهمة. أما الملامسة الإيماء، يومئ بعضهم إلى بعض، فيتبايعون ولا يتكلمون حتى يتراضوا إيماء.

وأما الهمهمة فكيلا يحلف أحدهم على كذب إن زعم المشتري أنه قد بدا له.

ثم سوق (صُحار) بعمان. وكانت تقوم أول يوم من رجب فتقوم خمس ليال [1] . وكان يعشرهم فيها الجلندي بن المستكبر.

ثم سوق (دَبا) . وهي إحدى/ فرضتي العرب. يأتيها تجار السند والهند والصين وأهل المشرق والمغرب. فيقوم سوقها آخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015