غلبوا وليها أكيدر. وإذا غلب الغسانيون ولوها قنافة. وكانت غلبتهم أن الملكين كانا يتحاجيان فأيما ملك غلب صاحبه بإخراج ما يلقى عليه، تركه والسوق فصنع فيها ما شاء. ولم يبع بها أحد شيئا إلا باذنه حتى يبيع الملك كلما أراد بيعه، مع ما يصل إليه من عشورها.
وكان لكلب فيها قن كثير فى بيوت شعر. فكانوا يكرهون فتياتهم على البغاء [1] . وكانوا أكثر العرب. وكانت مبايعة العرب فيها إلقاء الحجارة. وذلك انه كان ربما اجتمع على السلعة النفر، يساومون بها صاحبها. فأيهم رضي، ألقى حجره. فربما اتفق فى السلعة الرهط، فلا يجدون بدا من أن يشتركوا وهم كارهون. وربما اتفقوا فألقوا الحجارة جميعا إذا كانوا عددا على أمر بينهم فوكسوا/ صاحب السلمة إذا طابقوا عليه. وكان كل تاجر يخرج من اليمن والحجاز يتخفر بقريش ما داموا في بلاد مضر. لأن مضر لم تكن تعرض لتجار مضر، ولا يهيجهم حليف لمضري. كان ذلك بينهم. فكانت كلب لا تهيجهم لحلفهم بنى [2] تميم. وطيء أيضا لا تهيجهم لحلفهم بنى أسد. وكانت مضر تقول:
«قضت عنا قريش مذمة ما أورِثنا إسمعيل من الدَين» . فاذا أخذوا طريق العراق، تخفروا ببني عمرو بن مرثد، من بني قيس بن ثعلبة،