المحبر (صفحة 223)

على خراسان، أو يتقيه بخراج موظف. فأتاه الرسل في يوم شديد البرد. فأمر ابن خازم بأزج له فسجرّ فيه حتى ابيض. وأجلس الرسل على لبود في الثلج وعليهم الفراء وهو معهم في قباء رقيق. فجعل الرسل ينتقضون بردا. فلما علم أن/ الأزج قد أخرج ما فيه ونُظف قال للرسل:

ما أحسب البرد الا وقد آذاكم. قوموا بنا إلى البيت. فلما دنوا من البيت تلقاهم حره فأحجموا عن دخوله. ودخل هو حتى جلس في صدره.

فانصرف الرسل إلى صاحبهم فأخبروه أنهم أتوه من عند شيطان لا يعمل فيه الثلج ولا النار. فأمسك عن الغزو. قال محمد بن حبيب وسمعت ابن الأعرابي حكي عن المهلب، أنه سئل «من أشد الناس؟» قال: «صاحب البغلة الشهباء» يريد عباد بن الحصين الحَبطي. فقيل له: «فأين ابن خازم؟» قال «: إنما سألتم عن أشد الناس، فأخبرتكم، ولو سألتموني عن أشد الانس والجن لقلت لكم: عبد الله ومصعب ابنا الزبير بن العوام وعبد الله ابن خازم» .

وأما (عبد الله) بن سبرة الحرشي فله فتكات. منها أنه كانت امرأة من قيس في بعض مدائن الشأم. فعرض لها فتى من المتعربة، فجعل يخطبها في العلانية ويراودها في السر. فمر الناس يأخذون أعطياتهم. فأرسلت المرأة جاريتها إلى الخان، فقالت: انظري هل ترين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015