المحبر (صفحة 220)

بالسلطان. فحكى ابن الكلبي عن ابي سهل عن أبيه أن عقيبة كانت له بنية أو ربيبة. وكان له ابن عم يقال له تميم بن الأخثم. وكانت له بنية. ولعبت هي وابنة عقيبة. فكسرت ابنة تميم ثنية بنت عقيبة.

فذهب تميم، فجمع أشراف بني آسد، فأتى عقيبة فقال: «يا بن عم! إنه قد كان ما ترى. فدونك ابنتى/ فاكسر ثنيتها. وإن شئت فثنيتي.

وإن شئت فالعفو، وهي جارية بعد لم [1] تثغر وهو ينبت» . فقال القوم:

«أنصفك الرجل» . فقال: «والله لأقتلنه» . فأعادوا عليه. فأعاد عليهم مثل ذلك. فقالوا لتميم: «قم» ، وظنوا انه يلعب. وعرف تميم أنه فاعل، لفتكه وخبثه. فمكث تميم سنة يتحرز منه. فأمسى ذات يوم وهو صائم فصلى في مسجد قومه ثم دخل داره وأغفل الباب أن يغلقه. ودخل عليه عقيبة بالسيف فضربه حتى قتله.

وتصايح الناس. واُخذ عقيبة فرفع إلى مصعب بن الزبير. فسأله، فلم يجحد قتله. وكان لتميم ابن يقال له عنبسة فتى شاب. فأعطى منظور فيه دية وأعطى محمد بن عمير دية وأعطى قومه دية، فقالت ابنة تميم:

أعقيب، لا ظفرت يداك! ألم يكن ... درك بحقك دون قتل تميم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015