فجعل ذلك له. فمكث زمانا. ثم إن شرحبيل خرج يتصيد، فصاد حمارا. فرفع له راع. فقال ايتونا بزناد هذا الراعي. فخرج رجل إليه، فاستعاره زناده فأعار. فقد حوا واشتووا وشربوا/. فقال شرحبيل: من هذا الراعي؟ فقيل له: معبد بن أبى حنش. فقال: معبد بن أبى حنش. فقال: ادعوه حتى نزوره. فان أباه زعم أنه لم يقرر على ضيم قط. فدعوه. فجاء فتغدى. ثم أشار شرحبيل إلى بعض جلسائه ليتحرش به. فقال رجل منهم: أبيت اللعن! لقد كان بيني وبين رجل من بني تغلب كلام فلطمت عينه. قال معبد: أفأعطيته بحقه؟ قال: لا. قال: أفغفر لك؟
قال: لا. فلطم معبد عينه وقال: هذه بتلك والبادئ أظلم! فذهبت مثلا.
فقال شرحبيل: لقد تكلم عندي رجل من تغلب بكلام. فقال له معبد:
ساعد الملك إلهه! ليذكر بني تغلب بخير أو ليسكت. فقال له شرحبيل: وأنت تسكتني؟ ثم تكلم. قال: فتكلم عندي بكلام كرهته فرفعت قوسي فضربت بها رأسه فشججته. فقال معبد: ساعد الملك إلهه! أفأعطيته بحقه؟ قال: لا. قال: أفغفر لك؟ قال: لا. فرفع معبد قوسه، فضرب بها رأس شرحبيل، فخر مغشيا عليه. ووثب أحياء شرحبيل على معبد، فقتلوه. فأفاق شرحبيل فسأل عن معبد. فقالوا: قتلناه.
فقبح لهم ذلك فقال: والله ما وفينا لأبيه وما قتلني الرجل. فهلا