المحبر (صفحة 189)

«والثواب الجزيل. واعلم أنها كرامة ساقها الله إليك إذا أجري «ذلك على يدك. عصمنا الله وإياك بالتقوى. وجعل الاخرة خيرا لنا «ولك من الاولى» .

فلما قرأ المهاجر الكتاب جمع خيله ورجله ثم سار إليهن.

/ فحال بينه وبينهن رجال من كندة وحضرموت فأعذر إليهم. فأبوا إلا قتاله. ثم رجع عنه عامتهم. فقاتلهم، فهزمهم، وأخذ النسوة فقطع أيديهن. فمات عامتهن. وهاجر بعضهن إلى الكوفة. فقال رجل من أهل حضرموت يعير رجلا قطعت امه يومئذ:

لقد قطعت عجوزك فى تريم ... كما قطعت بمشطة ام سيف

وأما هر بنت يا من فوقع عليها رجل يقال له الأزعر، عسيف لأبي سَعر الأذمري، سفاحا. فولدت له حبيبا. فوقع حبيب على دعجاء، أمة خلاسية كانت لآل سلخب، فولدت منه بحيرا. فهاجر بحير إلى الكَوفة واتخذ نسبا في حضرموت. فقال شريك بن شداد التنعى يهجوه:

ما قطع الصديق امي ولا أبي ... نقيل زنيم خامل الأصل ملصق

عسيف لآل الأذمري مصرم ... يخال به من شدة البول أولق

ولا ولدتني هرة بنت يا من ... ولا كان خالي ذا الكتائف مورق

ولا ولدت دعجاء خالي ولا أبى ... ولا لى في حام بن نوح معلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015