قرة بن شريك [1] ، أعرابيا جافيا على مصر، أذن له في المعازف واللهو والشرب، وإنّ أظلم مني وأترك لعهد الله، من جعل للعالية البربرية سهما في خمس العرب، فرويدا يا ابن بنانة، فلو التقت حلقتا البطان، وردّ الفيء إلى أهله، لتفرغت لك ولأهل بيتك، فوضعتكم على المحجّة البيضاء، فطالما تركتم الحق، وأخذتم في بنيات الطرق [2] ، وما وراء هذا من الفضل ما أرجو أن أكون رأيته بيع رقبتك، وقسم ثمنك بين اليتامى والمساكين والأرامل، فانّ لكلّ فيك حقا، والسلام علينا، ولا نسأل سلام الله على الظالمين» .
فلما بلغ الخوارج سيرة عمر، وما ردّ من المظالم، اجتمعوا، فقالوا: ما ينبغي لنا أن نقاتل هذا الرجل [3] .
في تاريخ ابن عساكر، عن أبي بكر أحمد بن القاسم بن معروف، حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبي قال: أدركت دارا في هذه المدينة، بيعت بأمداد قمح [4] . قال: وقريء في لوح عند رأس ميت: يقول صاحب هذا القبر: وزنت مدّا من دنانير لو وجدت بها مدا من قمح ما متّ. وفيه أيضا، عن أبي الهبّار القرشي عن أبيه أنه توفي، وكان يختم القرآن في ليلة ونصف، أو في يوم ونصف، فرآه ابنه في النوم، فقال: يا أبه، أما رأيتني في يدي الخرقة، وأنا عند رأسك؟ قال: بلى، وكان عليه سبعمئة دينار، فقلت: يا أبه، ما فعلت في دينك؟ قال: قضاه عني ربي، قلت: كيف؟ قال: أرضى غرمائي [5] ./
[تم كتاب المحاضرات والمحاورات]