أبا البركات لو درت المنايا ... بأنّك فرد عصرك لم تصبكا
كفى الإسلام رزءا فقد شخص ... عليه بأعين الثّقلين يبكى
قال محارب بن محمد الوادي آشي [1] ، يمدح القاضي عياض [2] : [الوافر]
غدا سلس القياد فما يراض ... وعمّ جميع لمّته البياض
وأضحى القلب لا تصبيه هند ... ولا سلمى ولا الحدق المراض
وإن غنّى الحمام بغصن أيك ... فمن عضّ الزمان به عضاض
وقائلة أتكرع في ثماد ... وقد لاحت لرائضها الحياض
إلى كم تقول لكلّ خطب ... مقالة من ألمّ به المخاض
وتنقبض انقباض العيّ حتى ... أضرّ بك السكون والانقباض
ووجد بني عياض بالمعالي ... مدى الدنيا حديث مستفاض
إذا قصدوا أثاروا الحرب جودا ... وسالوا بالمكارم ثم فاضوا
فقلت لها ومن منهم عياذي ... فقالت ذاك سيدهم عياض
إمام زانه حلم وعلم ... له بالخطة العليا انتهاض
يقارض من أساء بحسن صبر ... وأمر الدين والدنيا قراض [3]
ففي الآداب جدول ماء مزن ... وفي الآراء بحر لا يخاض
ويبرم ما يروم فليس يخشى ... على أمر قد ابرمه انتقاض
يهيم بكلّ معلوة وفضل ... كما قد هام بالعليا مضاض [4]