إني عجبت لخصره من ضعفه ... ماذا تحمل من ثقالة ردفه
هذا وما أدري بأية فتنةٍ ... جرح الفؤاد بلطفه أم ظرفه
أم بالدلال أم الجمال أم الضيا ... من وجهه أم بالقفا من خلفه
أما صفات المرأة الخلقية فقد جمعت في قول بعضهم «لا تتزوجن حنانة ولا منانة ولا عشبة الدار، ولا كية القفا» الحنانة هي التي تزوجها رجل من قبل وتحن إليه، والأنانة هي التي تئن من غير علة، والمنانة التي لها مال تمنن به. وعشبة الدار الحسناء في أصل السوء، وكية القفا ذات السمعة السيئة.
ويقدم الكتاب عن المرأة صورة سيئة تروي أخبارا كثيرة عن مكرها وخيانتها وفحشها واغوائها ويدعو إلى ضرب الحجاب عليها لكي لا تفتن الرجل وتورده موارد الهلكة.
وثمة موضوع آخر يسترعي الأنتباه طرقه صاحب الكتاب هو الغناء وأخبار الشعراء والمغنين، لا يختلف في اسلوبه عن أبي الفرج الأصفهاني (897- 967 م) في كتابه «الأغاني» . فهو يروي لنا أخبار إبراهيم الموصلي والرشيد وعلية أخته، وأخبار عمر بن أبي ربيعة مع الثريا وابنة عبد الملك بن مروان والأشعار التي نظمها فيهما أو التي غنيت. ثم أخبار كثير عزة، وجميل بثينة، وذي الرمة، وأبي نواس والغلمان الخ.. وهذا التشابه بين «الأغاني» والمحاسن والأضداد يحملنا على الظن أن صاحب الكتاب تأثر بأبي الفرج الأصفهاني واستقى من كتابه الشهير وعاصره أو عاش بعده.
ونلفي في الكتاب كمية من الأمثال. والمثل أنواع ثلاثة حكمي وسائر وخرافي. ولا يوجد سوى مثلين اثنين من الأمثال الخرافية هما مثل الثعلب وملك الطيور، ومثل الغراب والحمامة. والمثل الخرافي قصة قصيرة أبطالها من الحيوانات وتنطوي على حكمة أو ترمز إلى رأي. وأهم