أخذ منها بغصن مد به إلى الجنة» . وقال عبد العزيز بن مروان: لو لم يدخل على البخلاء في لؤمهم إلا سوء ظنهم بالله عز وجل لكان عظيماً. وقال صلى الله عليه وسلم:
«تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عثر» . وقال بهرام جور:
من أحب أن يعرف فضل الجود على سائر الأشياء فلينظر إلى ما جاد الله به على الخلق من المواهب الجليلة والرغائب النفيسة والنسيم والريح كما وعدهم الله بالجنان فإنه لولا رضاه الجود لم يصطفه لنفسه. وقال الموبذان لأبرويز:
أكنتم تمنون أنتم وآباؤكم بالمعروف وتترصدون عليه بالمكافأة؟ قال:
لا، ولا نستحسن ذلك لخولنا وعبيدنا فكيف نرى ذلك وفي كتاب ديننا من فعل معروفاً خفياً وأظهره ليتطول به على المنعم عليه فقد نبذ الدين وراء ظهره واستوجب أن لا نعده من الأبرار ولا نذكره في الأتقياء والصالحين؟ قيل:
وسئل الإسكندر: ما أكبر ما شيدت به ملكك؟ قال: ابتداري إلى اصطناع الرجال والإحسان إليهم. قال: وكتب ارسطاطاليس في رسالته إلى الإسكندر:
وأعلم أن الأيام تأتي على كل شيء فتخلقه وتخلق آثاره وتميت الأفعال إلا ما رسخ في قلوب الناس. فأودع قلوبهم محبة آبدة «1» تبقي بها حسن ذكرك وكريم فعالك وشرف آثارك. قال: ولما قدم بزرجمهر إلى القتل قيل له: إنك في آخر وقت من أوقات الدنيا وأول وقت من أوقات الآخر فتكلم بكلام تذكر به.
فقال: أي شيء أقول؟ الكلام كثير ولكن إن أمكنك أن يكون حديثاً حسناً فافعل. قيل: وتنازع رجلان أحدهما من أبناء العجم والآخر إعرابي من الضيافة. فقال الإعرابي: نحن أقرى للضيف. قال: وكيف ذلك؟ قال:
لأن أحدنا ربما لا يملك إلا بعيراً فإذا حل به ضيف نحره له، فقال له الأعجمي: فنحن أحسن مذهبا في القرى منكم، قال: وما ذاك؟ قال:
نحن نسمي الضيف مهمان ومعناه أنه أكبر من في المنزل وأملكنا به، وقال بعض الحكماء: بلغ الجود من قام بالمجهود. وقيل الجواد من لم يضن