ولا زلت، لا زالت من الله أنعمٌ ... عليك قرير العين، مغتبط الحسد
لقد رمت جهدي طرفةً وهديةً ... إليك، فكان الشكر أكثر ما عندي
وقال آخر:
أيها الفاصد العليل الصحيح ... بأبي ذلك الجراح الجريح،
إن من علق الدراع من الفص ... د إلى الجيد ذاك شيء مليح
أيها الفاصد المهنا له الورد ... وفي وجنتيه وردٌ يلوح
وقال آخر:
أيها السيد الذي فصد العرق ... وأرخى دوني ذيول السرور
كم تمنيت أن أكون طبيباً ... ومنى الصب ترهات الغرور
وقال آخر:
أجمل، جعلت فداك، بالجلد ... وامنن علي بأجمل الرد
لو عاينت عيناك مضطربي ... وتفردي بالمد والشد
وتخشعي عند الطبيب كأنه ... مولى يريد عقوبة العبد
كالنار مبضعه يقلبه ... ويدير مقلة حازمٍ جلد
حتى اعتزمت على محاجزةٍ ... وصددت عنه أيما صد
ما كان من ألمٍ شعرت به ... إلا كموقع شرطة الجلد
إذ سال منبعثاً سوابقه ... كالنار خارجةً من الزند
فسلمت والرحمن سلمني ... ذو المن والآلاء والحمد
ما بعد طباخي لمفتخر ... فخر لمن قبلي ومن بعدي
فأجاد صنعتها وعجلها ... من غير ما تعبٍ ولا جهد
ونبيذنا صافٍ ومجلسنا ... في الطيب يحكي جنة الخلد
فهلم واحضر غير محتشمٍ ... واجعل غذاءك، سيدي، عندي
لا تجمعن علي محتسبا ... ضعف العليل، ووحشة الفرد