يقال لها «أمة العزيز» ، فأهداها للمهدي، فلما رأى حسنها وجمالها وهيئتها قال: «هذه لموسى أصلح» ، فوهبها له، فكانت أحب الخلق إليه، وولدت له بنيه الأكابر. ثم إن بعض أعداء الربيع قال لموسى إنه سمع الربيع يقول:

«ما وضعت بيني وبين الأرض مثل أمة العزيز» فغار موسى، فدعا الربيع، فتغدى معه، وناوله كأساً فيه شراب؛ فقال الربيع: «فعلمت أن نفسي فيها وإني أن رددته من يدي ضرب عنقي، فشربتها وانصرفت» ، فجمع ولده وقال: «إني ميت» ، فقال الفضل ابنه: «ولم تقول ذلك، جعلت فداك» ؟

قال: «إن موسى سقاني شربة فأنا أجد عملها في بدني» ، ثم أوصى بماله ومات في يومه.

قيل: وطرب الرشيد إلى الغناء متنكراً، ومعه خادمه مسرور، حتى انتهى إلى باب إسحق بن إبراهيم الموصلي «1» ، فقال: «يا مسرور! اقرع الباب» ، فخرج إسحق، فلما رأى الرشيد انكب على رجله، فقبلها، ثم قال: «إن رأى أمير المؤمنين أن يدخل منزل عبده» ، فنزل الرشيد. فدخل فرأى أثر الدعوة، فقال: «يا إسحق إني أرى موضع الشرب من كان عندك» ؟ قال: «ما كان عندي يا أمير المؤمنين سوى جاريتي كنت أطارحهما» ، قال: «فهما حاضرتان» ؟ قال: «نعم» ، قال:

«فأحضرهما» ، فدعا الجاريتين، فخرجتا، مع إحداهما عود، حتى جلستا، فأمر الرشيد صاحبة العود أن تغني فغنت:

بني الحب على الجور فلو ... أنصف المعشوق فيه لسمج

ليس يستحسن في وصف الهوى ... عاشقٌ يكثر تأليف الحجج

فقليل الحب صرفاً خالصاً ... هو خيرٌ من كثيرٍ قد مزج

فقال الرشيد: «يا إسحق لمن الشعر والغناء فيه» ؟ قال: «لا علم لي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015