أنا احتلت لك بحيلة حتى تراه» ؟ قال: «ما شئت» قال: «برذونك هذا» قال: «نعم» . قال: فتوثق منه، وأتى مهدية فقال لها: «كان لي برذون موافق فاره فنفق، وأنت لو شئت لحملتني على برذون فاره» ، قالت: «أنا أفعل وأشتريه لك بما بلغ الثمن» ، قال: «أنت قادرة عليه بغير الثمن» ، قالت: «كيف ذلك» ؟ فأخبرها بالقصة فقالت: «قد حملك الله على البرذون، وأربحك النظر إلى بطن حسن، فإذا كان غداً فتعال أنت ويعقوب فاجلسا، فإن سليمان يعبث بوصيفته فلانة كثيراً، فإذا فعل ذلك وجئت أنا، فقل: «أنت يا مهدية لو علمت ما صنع فلان لقتلته» ، قال: «نعم» ، فلما جاءت مهدية، قال لها: «إن أمر سليمان مع وصيفته أشنع مما تقدرينه» ، فوثبت مستشيطة غضبا وقالت: «مثلك يابن الساحر يفعل هذا مرة بعد أخرى» ، وشقت جيبها إلى أن جاوزت أسفل البطن وهي قائمة، فنظر إلى بطنها فتأملناها ساعة وهي تشتم ابن الساحر، فقام إليها يترضاها ويسكنها، ويعقوب يقول «وابرذوناه» فأخذه منه يحيى.
وعن المساور قال: كان عندنا بالأهواز رجل متأهل، وكانت له أرض بالبصرة، وكان في السنة يأتيها مرة أو مرتين، فتزوج بها امرأة ليس لها إلا عم في الدار؛ وكان يكثر الانحدار بعد ذلك إلى البصرة، فأنكرت الأهوازية حاله فدست من يعرف خبره، ثم احتالت وبعثت من أورد خطاً لعم المرأة البصرية، وسألت من كتب كتاباً من عم البصرية إلى زوجها على خطه بأن ابنة أخيه توفيت، ويسأله القدوم لأخذ ما خلفت، ودست الكتاب مع إنسان شبيه بالملاح. فلما أتى بالكتاب خرج إليه فدفع الكتاب، ولم يشك أن امرأته البصرية ماتت، فقال لامرأته: «اجعلي لي سفرة» ، قالت:
«ولم» ؟ قال: «أريد الخروج إلى البصرة» ، قالت: «وكم هذه البصرة؟
قد رابني أمرك، وما أشك أن هنالك لك امرأة» ، فأنكر ذلك، فقالت: «إن كنت صادقاً فاحلف بطلاق كل امرأة لك غيري» ، فقال في نفسه: «تلك قد ماتت، وليس علي أن أحلف بطلاقها فأرضي هذه» ، فحلف لها بطلاق كل امرأة له سوى الأهوازية، فقالت الأهوازية: «يا جارية هات السفرة، فقد أغناه الله عن الخروج» ، قال: «وما ذلك» ؟ قالت: «قد طلقت الفاسقة» ، وقصت عليه القصة، فعرف مكرها، وأقام.