فقالت:
إياي تعني بهذا ... عليك فاجلد عميره
فقال:
إني أخاف وربي ... على يدي من عبيرة
فقالت:
علبك أمك نكها ... فإنها كندبيره
فأخجلته، وشاع الخبر حتى بلغ الرشيد فاستظرفها، وطلبها من الناطفي، فحملت إليه فقال لها: «يا عنان» ، قالت: «لبيك يا سيدي» ، فقال: «ما تأمرين لصب» ؟ قالت: «قد مضى الجواب في هذا يا أمير المؤمنين» ، قال: «بحياتي كيف قلت» ؟ قالت: قلت:
إياي تعني بهذا ... عليك فاجلد عميره
فضحك الرشيد وطلبها من مولاها، فاستام فيها مالاً جزيلاً، فردها.
عريب جارية المأمون:
وأنتم أناسٌ فيكم الغدر شيمةٌ ... لكم أوجه شتى وألسنة عشر
عجبت لقلبي كيف يصبوا إليكم ... على عظم ما يلقى وليس له صبر
فضل الشاعر حدثنا القاسم بن عبد الله الحراني قال: كنت عند سعيد بن حميد الكاتب ذات يوم وقد افتصد، فأتته هدايا «فضل الشاعرة» ألف جدي، وألف دجاجة، وألف طبق رياحين، وطيب وعنبر، وغير ذلك، فلما وصل ذلك كتب إليها: «إن هذا اليوم لا يتم سروره إلا بك وبحضورك» . وكانت من أحسن الناس ضرباً بالعود، وأملحهم صوتاً، وأجودهم شعراً، فأتته، فضرب بينه وبينها حجاب، وأحضر قوماً ندماءه، ووضعت المائدة، وجيء بالشراب، فلما شربنا أقداحنا أخذت عودها فغنت بهذا الشعر، والصوت لها والشعر والأبيات هذه: