فقال الحسين الخياط:

قضت عنان علينا ... بأن نزور حسينا

وأن تقروا لديه ... بالقصف واللهو عينا

فما رأينا كظرف ... الحسين فيما رأينا

قد قرّب الله منه ... زينا وباعد شينا

قوموا وقولوا أجزنا ... ما قد قضيت علينا

وقالت عنان:

مهلاً فديتك مهلاً ... عنان أحرى وأولى

بأن تنالوا لديها ... أسنى النعيم وأحلى

قإنّ عندي حراماً ... من الشراب وحلا

لا تطمعوا في سوائي ... من البرية كلا

يا سادتي خبروني ... أجاز حكمي أم لا

فقالوا جميعاً: «قد أجزنا حكمك وأقاموا عندها» .

قال: وكتبت عنان إلى الفضل بن الربيع:

كن لي هديت إلى الخليفة سلّما ... بوركت يابن وزيره من سلم

حث الإمام على شراي وقل له ... ريحانةٌ ذخرت لأنفك فاشمم

وكانت عنان تتوقى أبا نواس، وتخاف بمجونه وسفهه، وفيها يقول:

عنان يا من تشبه العينا ... أنتم على الحب تلومونا

حسنك حسن لا يرى مثله ... قد ترك الناس مجانينا

فتهيأت لأبي نواس، وتصنعت له، إلى أن صار إليها، فرأى عندها بعض وجوه أهل بغداد، فأحب أن يخجلها، فقال لها:

ما تأمرين لصب ... يكفيه منك قطيره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015