قال سليمان بن عبد الملك: «أنشدوني أحسن ما سمعتم من شعر النساء» ، فقال بعضهم: يا أمير المؤمنين سار رجل من الظرفاء في بعض طرقاته، إذا أخذته السماء، فوقف تحت مظلة ليستكن من المطر، وجارية مشرفة عليه، فلما رأته حذفته بحجر فرفع رأسه وقال:
لو بتفاحةٍ رميت رجونا ... ومن الرمي بالحصاة جفاء
فأجابته:
ما جهلنا الذي ذكرت من الشّك ... ل ولا بالذي نراه خفاء
وداية معها، فقالت:
قد بدأتيه ما ذكرت وجدي ... ليت شعري فهل لهذا وفاء
وسائلة في الباب، فقالت:
قد لعمري دعوتها فاجابت ... هي داءٌ، وأنت منه شفاء
قال سليمان: «قاتلها الله هي والله أشعرهم» .
عنان جارية الناطفي، قال السلولي: دخلت يوماً على عنان وعندها رجل أعرابي، فقالت: «أيا عم لقد أتى الله بك» ، قلت: «وما ذاك» ؟ قالت:
«هذا الأعرابي دخل علي فقال: بلغني أنك تقولين الشعر فقولي بيتاً» ، فقلت لها: «قولي» ، فقالت: «قد رتج علي، فقل أنت» ، فقلت:
لقد جد الفراق وعيل صبري ... عشية عيرهم للبين زمت