قيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحسن قول الخنساء في صخر أخيها:
لا بدّ من ميتة في صرفها غير ... والدهر من شأنه حول وإضرار
وإن صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
وقيل للخنساء: «صفي لنا صخراً» ؟ فقالت: «كان مطر السنة الغبراء، وذعاف «1» الكتيبة الحمراء» . قيل: «فمعاوية» ؟ قالت: «حياء الجدبة إذا نزل، وقرى الضيف إذا حل» . قيل: «فأيهما كان عليك أحنى» ؟ قالت: أما صخر فسقام الجسد، وأما معاوية فجمرة الكبد، وأنشدت:
أسدان محمرا المخالب نجدةً ... غيثان في الزّمن الغصوب الأعسر
قمران في النادي رفيعا محتد ... في المجد فرعا سؤدد متخير
وروي إنها دخلت على عائشة أم المؤمنين، عليها صدار من شعر، فقالت لها عائشة: أتتخذين الصدار، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله» ؟
فقالت: «يا أم المؤمنين! زوجي كان رجلاً متلافاً منفقاً، فقال لي: لو أتيت معاوية فاستعنته، فخرجت وقد لقيني صخر، فأخبرته فشاطرني ماله ثلاث مرات، فقالت له امرأته: لو أعطيتها من شرارها- تعني الإبل- فقال:
تا لله لا أمنحها شرارها ... وهي حصان قد كفتني عارها