«وبعده» ، قلت: «مروان بن أبي حفصة عبدك» ، فالتفت إلى الرضي فقال: «يابن عم، من أشعر الناس» ؟ قال: «علي بن محمد العلوي» ، قال: «وما تحفظ من شعره» ؟ قال قوله:
لقد فاخرتنا من قريش عصابةٌ ... بمط خدودٍ وامتداد أصابع
فلما تنازعنا القضاء قضى لنا ... عليهم بما نهوى نداء الصوامع
فقال المتوكل: «ما معنى قوله: نداء الصوامع» ؟ قال: «الشهادة» ، قال: «وأبيك أنه أشعر الناس» . ومما قيل في هذا المعنى من الشعر قوله أيضاً:
بلغنا السماء بأنسابنا ... ولولا السماء لجزنا السماء
فحسبك من سؤدد أننا ... بحسن البلاء كشفنا البلاء
إذا ذكر الناس كنا ملوكاً ... وكانوا عبيداً وكانوا إماء
يطيب الثناء لآبائنا ... وذكر علي يطيب الثناء
هجاني رجالٌ ولم أهجهم ... أبى الله لي أن أقول الهجاء
وقال آخر:
وإني من القوم الذين عرفتهم ... إذا مات منهم سيدٌ قام صاحبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
نجوم السماء كلما انقض كوكبٌ ... بدا كوكبٌ تأوي إليه كواكبه
وقال آخر:
خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه مقاولٌ لسن
لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم لحفظ جوارهم فطن
وضده: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تفتخروا بآبائكم في الجاهلية فو الذي نفسي بيده لما يد حرج الجعل برجله خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية» . قال: وكان الحسن البصري يقول: