وقال آخر:
ما كنت أحسب أن يكو ... ن كذا تفرقنا سريعا
بخل الزمان علي أن ... نبقى كما كنا جميعا
فأحلني في بلدة ... وأحلك البلد الشسيعا
قد كنت أنتظر الوصال ... فصرت أنتظر الرجوعا
وقال آخر:
نسيم الخزامى والرياح التي جرت ... بنجد على نجد تذكرني نجدا
أتاني نسيم السدر طيباً إلى الحمى ... فذكرني نجداً فقطعني وجدا
وفي معناه (الدعاء للمسافر) بأيمن طالع وأسر طائر، ولا كبابك مركب ولا أشت بك مذهب ولا تعذر عليك مطلب، سهل الله لك السير، وأنا لك القصد، وطوى لك البعد بمسرة الظفر وكرامة المدخر. على الطائر الميمون والكوكب السعد إلى حيث تتقاصر أيدي الحوادث عنك وتتقاعس نوائب الأيام دونك بسهولة المطلب ونجاح المنقلب. كان الله لك في سفرك خفيراً وفي حضرك ظهيراً بسعي نجيح وأوب سريح. بصرك الله محلك وهدك رحلك وسر بأوبتك أهلك، ولا زلت آمناً مقيماً وظاعناً بأسعد جد وانجح مطلب واسر منقلب وأكرم بدأة وأحمد عاقبة. أشخص مصحوباً بالسلامة والكلاءة، آئباً بالنجح والغبطة، محوطاً فيما تطالعه بالعناية والشفقة، في ودائع الله وكنفه وجواره وستره وأمانه وحفظه وذمامه. وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أريد سفراً، فقال: «في كنف الله وستره زودك الله التقوى ووجهك إلى الخير حيثما كنت استخلف الله فيك واستخلفه منك» . وقا الشاعر:
في كنف الله وفي ستره ... من ليس يخلو القلب من ذكره
وقال آخر:
ارحل أبا بشر بأيمن طائر ... وعلى السعادة والسلامة فانزل