ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن موسى عليه السلام خرج ليقبس ناراً، فنودي بالنبوة» (باب محاسن الرزق) . ويرجع إلى تاريخ الفرس فيروي بعض أخباره عن الكسروي ويحدثنا عن النيروز والمهر جان وتاريخهما وشعائر هما، وعن الفهليد المغني وأخباره مع كسرى ابرويز الخ، والهدايا التي تقدمها ملوك الأمم إلى ملوك فارس والتي يقدمها ملوك الفرس إلى سائر الملوك (باب محاسن الهدايا وما قبله) . ثم إن بعض الأبواب خصصت برمتها للحديث عن ملوك الفرس وعلاقاتهم بالنساء مثل باب محاسن وفاء النساء، وباب غدر النساء.
ونلمح في الكتاب أثرا نصرانيا، يتمثل في رواية المؤلف قصة النعمان ملك الحيرة مع شريك بن شراحبيل والطائي الذي أتاه في يوم نحسه فأمر بقتله، فاستمهله الطائي ريثما يأتي أولاده وزوجته ليودعهم ويوصي بهم. وضمنه شريك بن شراحبيل. ووفى الطائي بوعده وعاد في الوقت المحدد فأعجب النعمان بوفائه وسأله عن دينه فأجابه: ديني النصرانية فتنصر النعمان لأن النصرانية دين الوفاء (باب محاسن الوفاء) . وفي رواية خبر الصبي الذي مات ثم عاد إلى الحياة بدعاء أمه. والخبر يرويه المؤلف عن إبراهيم بن عبد الله عن أنس بن مالك.
وكان الصبي من الأنصار مرض فمات، «فمدت أمه يدها إلى السماء وقالت: اللهم إنك تعلم أني أسلمت لك، وهاجرت إلى نبيك محمد صلوات الله عليه، رجاء أن تغيثني عند كل شدة، فلا تحملني هذه المصيبة اليوم، فكشف ابنها الذي سجيناه وجهه، وما برحنا حتى طعم وشرب وطعمنا معه» وهذا الخبر يشبه خبر اليعازر الوارد في الكتاب المقدس. ونقع في الكتاب على أقوال لعيسى بن مريم (باب محاسن الثقة بالله) .
كذلك نلفي في الكتاب أثرا يهوديا يتمثل برواية قصة السمؤال بن عادياء الشاعر الذي وفى بوعده وحفظ الأمانة التي أودعها عنده الشاعر