أعوامك، وما مضى من عصرك، وما انقرض من دهرك؟ فقال: نعم، يا ابن أخي، أرأيت البيضة الفيحاء [1] التي جزعتها [2] سائر يومك؟ فقلت: نعم، فقال: عهدي بها مجادل [3] كالشناخيب [4] ، مشرفات المحاريب، يرى الراكب شعافها من مسيرة ثلاثة أيام، محفوفة بالجحافل الململمة، والكتائب المسومة، على أبوابها الأحبوش، تهزّ الإلال [5] ، تخوض إليها الآمال للأموال، بقناء ذي وثاب [6] ، وما ذو وثاب، الأسد الضرغام الأبلج القمقام [7] ، تخضع لهيبته الأذقان، وتذعر لصولته الجنّان [8] ، عطاؤه إنعام، وأخذه اصطلام [9] ، فعبر بذلك سبعين خريفا وأربعا، ثم شصا [10] له يوم من الدهر فبدّد شمل الرياش، وكدّر صفو المعاش، ثم اقتعد مطية تلك النعمة ذو هلاهلة [11] ، فقمع الأضداد، وغمز الأنداد، وأنشأ المصانع [12] ، وبثّ الصنائع، عطاؤه غمر، وأخذه قهر، فعمّر بذلك أربعين عاما وأربعة من [23 ظ] العدد، لا تروعه حادثة، ولا تعارضه هايثة [13] ، ولا تعيّن له عايثة [14] ، ثم كشّرت له عن أنيابها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015