كان الوليد على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب، فرأى حسن ابن حسن بن علي [1] عليه السلام، في بيت فاطمة عليها السلام، بيده مرآة ينظر فيها، فنزل فأمر عمر بابتياعه، فأبوا أن يبيعوه، وقالوا: لا نأكل له ثمنا، وكان قد دفع إليهم به ثمانية ألف دينار، فأمر الوليد بهدمه وإدخاله في المسجد، وطرح الثمن في بيت المال، ويقال: إن أصل الزيادة [137 و] في المسجد أيام الوليد، إنما كان احتيالا على هذا البيت، وذاك أنّ بعض أصحاب أخبار الوليد [2] الذين كان يبعثهم في كل سنة إلى المدينة، يتعرفون له الأخبار، جاءه فقال: والله لقد رأيت أمرا ما لك معه سلطان، فقال: ما هو؟ قال: كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، فاذا منزل عليه كلّة، فلما أقيمت الصلاة، رفع صاحبه الكلة فصلى بصلاة الإمام هو ومن معه، فلما انقضت الصلاة أرخيت الكلة، ودعي بالغداء فتغدى هو وأصحابه، فسألت عنه، فقيل: هو حسن بن حسن، فقال: ويحك فما أصنع؟ هو بيته وبيت أمّه، قال: تزيد في المسجد وتدخل هذا البيت فيه، فكتب إلى عمر [3]