وآله [1] ، فقلعه فكسفت الشمس حتى رأوا النجوم، وأصابتهم ريح وظلمة، فكان يلقى الرجل الرجل يصكّه لا يعرفه، فقال مروان: أيها الناس، تزعمون أن أمير المؤمنين أمرني أن يقلع منبر رسول الله صلى الله عليه والبعثة به إليه، وهو أعلم بالله أن يفعل ذلك، إنما كتب يأمرني أن أرفعه عن الأرض، ودعا النجاجرة فعملوا له ست درجات، فصار تسع درجات بالمجلس، ثم لم يزد فيه أحد بعده ولا قبله.
أول من جلس مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله عثمان، ثم عليّ عليه السلام، قال محمد بن عمّار [2] مؤذن عليّ، فقلت له: يا أمير المؤمنين، إنّ صاحبيك كانا يكفّان عن هذا المجلس، قال: قد علمت، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يعطى أحد في مجلسي هذا شيئا ولا يفي به إلا سقاه الله من طينه الخبال) [3] ، فأردت أن آخذ منهم وأعطيهم عليه.