الأول [1] ، وأقام بقبا [2] ثنتين وعشرين ليلة، وكانت الأنصار قد اجتمعوا قبل ركوبه من قبا، فمشوا حول ناقته، لا يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام الناقة، شحّا على كرامة رسول الله صلى الله عليه وآله، كلما مرّ بدار دعوه إلى المنزل، وهو يقول: (دعوها فانها مأمورة) [3] ، حتى بركت على باب دار أبي أيوب [4] ، وابتدر أبو أيوب رحله وراحلته فأدخلهما منزله [5] .
[قال: وكنا نصنع له العشاء، ثم نبعث به إليه، فاذا ردّ علينا فضله تيمّمت أنا وأم أيوب موضع يده، فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة، حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له بصلا أو ثوما، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر ليده فيه أثرا، قال: فجئته فزعا فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، رددت عشاءك، ولم أر فيه موضع يدك، وكنت إذا رددته علينا، تيممت أنا وأم أيوب موضع يدك، نبتغي بذلك البركة، قال: إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجى، فأما أنتم فكلوه، قال: فأكلناه، ولم نصنع له تلك الشجرة بعد] [6] .