وناداني أميركم نداء ... وفيه عن مشاورتي صدود
أنظعن أم نقيم فقد أردنا ... بلادا كلها حال مجود [1]
وأبرزت الهوادج ناعمات ... عليهنّ المجاسد والبرود
فلما ودّعونا واستقلّت ... بهم صهب هواديهنّ قود [2]
كتمت عواذلي ما في فؤادي ... وقلت لهنّ ليتهم بعيد
وفاضت عبرة من ماء عيني ... كأنّ وكيف وابلها الفريد [3]
فقلن لقد بكيت فقلت كلا ... وهل يبكي من الطّرب الجليد [4]
ولكني أصاب سواد عيني ... عويد قذى له طرف حديد [5] [87 و]
فقلن ما لدمعهما سواء ... أكلتا مقلتيك أصاب عود [6]
لقيل دموع عينك خبّرينا ... بما جمحت بزفرتك الصعود