يحفظ "الحاوي" وينظم الشعر, وأعتني بتصحيح كتب الحديث التي ملكها, فبالغ في إتقانها وتحشيتها, ثم ضيّعها ابنه بعده.
مات في ليلة الجمعة حادي عشري ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة.
أنشد لنفسه:
ولد الإمام الشافعي الرافعي ... خمساً وخمسيناً وخمسمائة فَعي
شالت نعامته ثلاثاً بعد عشـ ... رين وستمئ أسائلَ فأسمعِ
ومن لطائفه أنه سئل عن أول سنه ظهر فيها تمرلنك, فقال: سنة (عذاب) , يعني سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.
ابن على المحلّيّ, بُرهان الدين التاجر المشهور
ولد سنة خمس وأربعين. وهو سبط الشيخ شمس الدين ابن اللَّبَّان. وكان محظوظاً في التجارة حتى إنه يقول: (إنه ما كان في مركب فغرقت, ولا في قافلة فنهبت). وتقدم في الدولة في القاهرة وباليمنوبني داره على شاطئ النيل داخل صاغةِ الفاضل, فجاءت في غاية الحسن, تشتمل على ثلاث قاعات مصطفّة, وعنده قواطين وأروقة الجميع مفروشة بالرخام الملوّن, والزخرفة الهائلة والإتقان. ثم ابتنى بعد مدّة بناحيتها مدرسة حسنة, وقد احترقت داره المذكورة سنة ست وثلاثين وسلمت المدرسة فقط.