أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعلي بن الحسين بن علي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير بن العوام، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسليمان بن يسار، فجدوا في حفظ السنن والرحلة فيها والتفتيش عنها والتفقه فيها ولزوم الدين، ووعوه على المسلمين.

ثم أخذ عنهم العلم وتتبع الطرق وانتحاء الرجال، ورحل في جمع السنن جماعة بعدهم، ومنهم الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وسعد بن إبراهيم في جماعة معهم من أهل المدينة، إلا أن أكثرهم تيقظًا وأوسعهم حفظًا وأدومهم رحلة وأعلاهم همة الزهري رحمه الله.

حدثنا محمد بن عمرو بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو صالح، عن الليث، عن جعفر بن ربيعة، قال: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقهًا وأبصرهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب.

وأما أغزرهم حديثًا فعروة بن الزبير، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بحرًا إلَّا فجرته.

قال عراك: وأعلمهم جميعًا عدي ابن شهاب، لأنه جمع علمهم إلى علمه.

حدثنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة، قال: حدثنا نوح بن حبيب، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن برد، عن مكحول، قال: ما رأيت أحدًا أعلم بسنة ماضية من الزهري.

حدثني محمد بن المنذر، قال: حدثنا يحيى بن أيوب التجيبي، قال: سمعت ابن بكير، يقول: سمعت الليث بن سعد، يقول: سمعت الزهري، يقول: ما استودعت قلبي شيئًا قط فنسيت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015