حدثنا يوسف بن سلمان، قال: حدثنا سفيان، قال: قال الزهري لأبي بكر الهذلي: إني أراك يعجبك الحديث، فقال: أجل، قال: أما إنه لا يعجب إلا ذكور الرجال.
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا بكر بن سلام، عن أبي بكر الهذلي، قال: قال لي الزهري: يا هذلي أيعجبك الحديث؟ قال: قلت: نعم، قال: أما إنه يعجبه ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثوهم.
حدثنا محمد بن المسيب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: ربما حدث الأعمش بالحديث ثم يقول: بقي رأس المال حدثني فلان، قال: حدثنا فلان عن فلان.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، عن عبد الصمد بن حسان، قال: سمعت الثوري يقول: الإسناد سلاح المؤمن، إذالم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل؟
حدثنا مكحول، قال: حدثنا النضر بن سلمة، قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: سمعت شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا وحدثنا فهو مثل الرجل بالفلاة معه البعير ليس له خطام.
حدثنا الحسن بن سفيان، قال: سمعت صالح بن حاتم بن وردان، يقول: سمعت يزيد بن زريع، يقول: لكل شيء فرسان، ولهذا العلم فرسان.
قال أبو حاتم: فرسان هذا العلم الذين حفظوا على المسلمين الدين، وهدوهم إلى الصراط المستقيم، الذين آثروا قطع الفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار في طلب السنن في الأمصار، وجمعها بالرحل والأسفار والدوران في جميع الأقطار، حتى إن أحدهم ليرحل في الحديث الواحد الفراسخ البعيدة وفي الكلمة الواحدة الأيام الكثيرة، لئلا يُدْخل فصل في السنن شيئًا يضل به، وإن فعل فهم الذابون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك الكذب, والقائمون نصرة الدين.