وهذا خبر باطل ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أنس رواه.
وأبو طوالة اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري من ثقات أهل المدينة، ليس هذا من حديثه، فكان القلب إلى أنه معمول أميل.
عداده في أهل البصرة، يروي عن معاوية بن قرة، روى عنه جرير بن حازم، وهو صاحب حديث: "الحَيْضُ ثَلَاث أرْبَعٌ خَمْسٌ سَبْعٌ ثَمَانٍ تِسْعٌ عَشَرَةٌ، فَمَا زَادَ علَى الْعَشَرَةِ فَهُوَ اسْتِحَاضَةٌ" (?).
يرويه عن معاوية بن قرة، عن أنس.
وهذا موضوع عليه، ما أعلم أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفتى بهذا، ولأعلى شيء لأصحاب الرأي فيه قول خالد بن معدان.
وقال حماد بن زيد: رأيت الجلد وهو لا يميز بين الحيض والاستحاضة، فكان ابن عيينة إذا ذكره يقول: جلد وما جلد ومن جلد وما كان جلد، وكان إسماعيل بن علية يرميه بالكذب.
فأما خبره في الحيض فإن أبا خليفة حدثنا، قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشجي، عن حماد بن زيد، عن الجلد بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن أنس، قال: "الْمُسْتحَاضَةُ تَنْتَظِرُ ثَلَاثًا وَخَمْسًا وَسَبْعًا وَعَشْرًا، لَا تُجَاوِزُ ذَلِكَ" (?).