وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، والذي عندي تنكب حديثه عند الاحتجاج إلا ما وافق الثقات أولى من الاحتجاج به.
روى أيمن عن فاطمة، عن أم كلثوم، عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عَلَيْكُمْ بِالْبَغِيضِ النَّافِعِ التَّلْبِينَةِ، وَالّذِي نَفْسي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَغْسِلُ نَظَرَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ الْوَسِخُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ".
قالت: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البرمة على النار حتى يأتي على أحد طرفيه، إما حياة وإما موت (?).
حدثناه السجستاني، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا أيمن.
ولست أدري فاطمة هذه من هي، والخبر منكر بمرة.
وقد قال وكيع: عن أيمن بن نابل، عن امرأة من قريش يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة، ولم يذكر فاطمة، ولا قال: أم كلثوم.
وقال يحيى بن سليم: عن أيمن بن نابل، عمن ذكره، عن عائشة.
وهذا التخليط كله من سوء حفظه، أيمن كان يجيء بالحديث على التوهم والحسبان.
وقد قيل: أبو عمرو، مولى جمح، من أهل البصرة، يروي عن ابن عون، روى عنه البصريون، في حديثه أشياء انفرد بها، كأنه كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.